الوصايه النبويه في ترابط الامه المحمديه
صفحة 1 من اصل 1
الوصايه النبويه في ترابط الامه المحمديه
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الوصايا النبوية في ترابط الأمة المحمدية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فلقد بين الله تعالى قضية هامة ضمن تلك القضايا الأساسية حول بناء الأمة الإسلامية ، ليجعلها تسير على خطاً ربانية ، تستنير بنور الوحيين ، لتسلك دروب الحياة بنجاح ، وتصل إلى بر الأمان ..
فكان من ذلك أن أوصى بشأن الترابط الأخوي بين المسلمين ، وأوضح أهمية هذا الجانب في تحقق التقدّم والرقي لكل ما يعود على المجتمع بالنفع والفائدة بشكل عام.
ولنتأمل في قول الله جل جلاله وهو يحذِّر الأمة في مثل قوله : (( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا .. )) .
وفي قوله تعالى ـ وهو يبين حقيقة المؤمنين فيما بينهم ـ : (( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم .. )) ، ففي مثل هذا نجد الخطاب الرباني يوحي إلى أذهاننا أنَّ الأمة بحاجة لِأنْْ تكون مجتمعة لا متفرقة ، فهي مكمّلة لبعضها البعض ، يربطهم رابط الدين والعقيدة ، قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ولأمته :
(( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ، مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ )) الروم30 ـ 32
كما أنَّ هناك أسلوبٌ رباني كريم في بيان أخلاقٍ حميدة ، وفن في التعامل التربوي ، لتجَنُّبِ أسباب الفرقة ودواعيها ، ومثل ذلك قوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )) الحجرات11
أيها الأحبة لن نطيل في هذه المقدمة ؛ وإلا فالقرآن قد حوا الكثير من الإرشادات والتوصيات في هذا الجانب ، ولننتقل إلى ما جاءت به السنة المطهرة حول هذا الترابط الوثيق لنعيش معها أجمل صور الحب والإخاء في أسما معانيها :
فقد جاء عن النعمان بن بشير رضي الله عنه ـ كما عند مسلم ـ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ، مثل الجسد . إذا اشتكى منه عضو ، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) .
وجاء عند البخاري من حديث سهل بن سعد الساعدي ـ رضي الله عنه ـ قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا .. وقال بإصبعيه السبابة والوسطى ) .
روى الإمام مسلم عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من عال جاريتين حتى تبلغا ، جاء يوم القيامة أنا وهو . وضم أصابعه ) .
وروى ابن ماجة في صحيحه ، وصححه الألباني رحمهما الله ، عن عقبة بن عامر ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جِدَتهِ ، كنَّ له حجابا من النار يوم القيامة ) .
وروى البخاري عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت )
وجاء عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ كما عند البخاري ـ أيضاً ـ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما زال جبريل يوصيني بالجار ، حتى ظننت أنه سيورثه ) .
جاء في صحيح أبي داود عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) صححه الألباني.
جاء عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما . قالوا : يا رسول الله ، هذا ننصره مظلوما ، فكيف ننصره ظالما ؟ قال : تأخذ فوق يديه ) رواه البخاري .
وروى الإمام مسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا تحاسدوا . ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض . وكونوا ، عباد الله ! إخوانا .. المسلم أخو المسلم . لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يحقره ، التقوى ههنا ، ويشير إلى صدره ثلاث مرات . بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم . كل المسلم على المسلم حرام . دمه وماله وعرضه ) .
وروى عن أبي هريرة رضي الله عنه ـ أيضاً ـ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا . ولا تؤمنوا حتى تحابوا . أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) .
يكفي هذا القدر ولعلنا نلمس مما سبق تلك الأخلاق والوصايا العظيمة ، وكيف ضيعناها فيما بيننا حتى أصبحت نسياً منسياً عند كثير من أهل الإسلام إلا من رحم ربك .. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بهدي سيد المرسلين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الوصايا النبوية في ترابط الأمة المحمدية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فلقد بين الله تعالى قضية هامة ضمن تلك القضايا الأساسية حول بناء الأمة الإسلامية ، ليجعلها تسير على خطاً ربانية ، تستنير بنور الوحيين ، لتسلك دروب الحياة بنجاح ، وتصل إلى بر الأمان ..
فكان من ذلك أن أوصى بشأن الترابط الأخوي بين المسلمين ، وأوضح أهمية هذا الجانب في تحقق التقدّم والرقي لكل ما يعود على المجتمع بالنفع والفائدة بشكل عام.
ولنتأمل في قول الله جل جلاله وهو يحذِّر الأمة في مثل قوله : (( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا .. )) .
وفي قوله تعالى ـ وهو يبين حقيقة المؤمنين فيما بينهم ـ : (( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم .. )) ، ففي مثل هذا نجد الخطاب الرباني يوحي إلى أذهاننا أنَّ الأمة بحاجة لِأنْْ تكون مجتمعة لا متفرقة ، فهي مكمّلة لبعضها البعض ، يربطهم رابط الدين والعقيدة ، قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ولأمته :
(( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ، مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ )) الروم30 ـ 32
كما أنَّ هناك أسلوبٌ رباني كريم في بيان أخلاقٍ حميدة ، وفن في التعامل التربوي ، لتجَنُّبِ أسباب الفرقة ودواعيها ، ومثل ذلك قوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )) الحجرات11
أيها الأحبة لن نطيل في هذه المقدمة ؛ وإلا فالقرآن قد حوا الكثير من الإرشادات والتوصيات في هذا الجانب ، ولننتقل إلى ما جاءت به السنة المطهرة حول هذا الترابط الوثيق لنعيش معها أجمل صور الحب والإخاء في أسما معانيها :
فقد جاء عن النعمان بن بشير رضي الله عنه ـ كما عند مسلم ـ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ، مثل الجسد . إذا اشتكى منه عضو ، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) .
وجاء عند البخاري من حديث سهل بن سعد الساعدي ـ رضي الله عنه ـ قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا .. وقال بإصبعيه السبابة والوسطى ) .
روى الإمام مسلم عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من عال جاريتين حتى تبلغا ، جاء يوم القيامة أنا وهو . وضم أصابعه ) .
وروى ابن ماجة في صحيحه ، وصححه الألباني رحمهما الله ، عن عقبة بن عامر ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جِدَتهِ ، كنَّ له حجابا من النار يوم القيامة ) .
وروى البخاري عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت )
وجاء عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ كما عند البخاري ـ أيضاً ـ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما زال جبريل يوصيني بالجار ، حتى ظننت أنه سيورثه ) .
جاء في صحيح أبي داود عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) صححه الألباني.
جاء عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما . قالوا : يا رسول الله ، هذا ننصره مظلوما ، فكيف ننصره ظالما ؟ قال : تأخذ فوق يديه ) رواه البخاري .
وروى الإمام مسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا تحاسدوا . ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض . وكونوا ، عباد الله ! إخوانا .. المسلم أخو المسلم . لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يحقره ، التقوى ههنا ، ويشير إلى صدره ثلاث مرات . بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم . كل المسلم على المسلم حرام . دمه وماله وعرضه ) .
وروى عن أبي هريرة رضي الله عنه ـ أيضاً ـ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا . ولا تؤمنوا حتى تحابوا . أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) .
يكفي هذا القدر ولعلنا نلمس مما سبق تلك الأخلاق والوصايا العظيمة ، وكيف ضيعناها فيما بيننا حتى أصبحت نسياً منسياً عند كثير من أهل الإسلام إلا من رحم ربك .. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بهدي سيد المرسلين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى